للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلحقكم ضيم، والضيم الظلم، والمعنى: لا يحجب بعضكم بعضًا عن الرؤية فيظلمه بمنعه إياه. لأن كل واحد يراه.

- "لا تضامُّون": بتشديد الميم وفتح التاء وضمها: يعني: لا ينضم بعضكم إلى بعض في رؤيته؛ لأن الشيء إذا كان خفيًّا؛ ينضم الواحد إلى صاحبه ليريه إياه.

- أما "لا تضارُون" أو "لا تضارُّون"؛ فالمعنى: لا يلحقكم ضرر؛ لأن كل إنسان يراه سبحانه وتعالى وهو في غاية ما يكون من الطمأنينة والراحة.

* قوله: "فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها؛ فافعلوا": الصلاة قبل طلوع الشمس هي الفجر، وقبل غروبها هي العصر.

والعصر أفضل من الفجر؛ لأنها الصلاة الوسطى التي خصها الله بالأمر بالمحافظة عليها بعد التعميم، والفجر أفضل من العصر من وجه؛ لأنها الصلاة المشهودة؛ كما قال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨]، وجاء في الحديث الصحيح: "من صلى البردين؛ دخل الجنة" (١)، وهما: الفجر والعصر.

* في هذا الحديث من صفات الله: إثبات أن الله يرى، وقد سبق (٢) شرح هذه الصفة عند ذكر الآيات الدالة عليها، وهي أربع


(١) رواه: البخاري (٥٧٤)، ومسلم (٦٣٥)؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(٢) (١/ ٤٤٨ - ٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>