للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* هذا شروع في بيان كيفية فتنة الميت في قبره.

* وكلمة "الناس" عامة، وظاهر كلام المؤلف أن كل أحد؛ حتى الأنبياء والصديقون والشهداء والمرابطون وغير المكلفين من الصغار والمجانين يفتنون في قبورهم، وفي هذا تفصيل؛ فنقول:

أولًا: أما الأنبياء؛ فلا تشملهم الفتنة، ولا يسألون، وذلك لوجهين:

الأول: أن الأنبياء أفضل من الشهداء، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الشهيد يوقى فتنة القبر، وقال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة"؛ أخرجه النسائي (١).

الثاني: أن الأنبياء يسأل عنهم؛ فيقال للميت: من نبيك؟ فهم مسؤول عنهم، وليسوا مسؤولين، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه أوحي إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم" (٢)، والخطاب للأمة المرسل إليهم؛ فلا يكون الرسول داخلًا فيهم.

ثانيًا: وأما الصديقون؛ فلا يسألون؛ لأن مرتبة الصديقين أعلى من مرتبة الشهداء؛ فإذا كان الشهداء لا يسألون؛ فالصديقون من باب أولى، ولأن الصديق على وصفه مصدَّق وصادق؛ فهو قد علم صدقه؛ فلا حاجة إلى اختباره؛ لأن الاختبار لمن يُشَك فيه؛


(١) رواه النسائي (٤/ ٩٩)، وعنه القاسم السرقسطي في "غريب الحديث" (٢/ ١٦٥ / ١) كما في "أحكام الجنائز" (٣٦) للألباني، وقال: سنده صحيح.
(٢) سبق تخريجه (٢/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>