للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الآية ايضاً إثبات القول لله تعالى؛ لقوله: {كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ}.

الآية الرابعة: قوله: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف: ٢٧].

قوله: {مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ}؛ يعني: القرآن, والوحي لا يكون إلا قولاً؛ فهو إذا غير مخلوق.

وقوله: {مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}: أضافه إليه سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي تكلم به، أنزله على محمد, صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين.

{لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}؛ يعني: لا أحد يبدل كلمات الله, أما الله عز وجل؛ فيبدل آية مكان آية؛ كما قال تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [النحل: ١٠١].

وقوله: {لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}: يشمل الكلمات الكونية والشرعية:

أما الكونية: فلا يستثنى منها شيء, لا يمكن لأحد أن يبدل كلمات الله الكونية: إذا قضي الله على شخص بالموت؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك. إذا قضى الله تعالى بالفقر؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك.

إذا قضى الله تعالى بالفقر؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>