من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد من قبلك" (١).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأستفتح"؛ أي: أطلب فتح الباب.
* وهذا من نعمة الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الشفاعة الأولى التي يشفعها في عرصات القيامة لإزالة الكروب والهموم والغموم، والشفاعة الثانية لنيل الأفراح والسرور؛ فيكون شافعًا للخلق عليه الصلاة والسلام في دفع ما يضرهم وجلب ما ينفعهم.
* ولا دخول إلى الجنة إلا بعد شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأن ذلك ثبت في السنة كما سبق، وأشار إليه الله عز وجل بقوله:{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧٣]؛ فإنه لم يقل: حتى إذا جاؤوها؛ فتحت! وفيه إشارة إلى أن هناك شيئًا قبل الفتح، وهو الشفاعة. أما أهل النار؛ فقال فيهم:{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧١]؛ لأنهم يأتونها مهيأة فتبغتهم؛ نعوذ بالله منها.
* * *
* قوله: "وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته":
هذا حق ثابت؛ دليله ما ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون