للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلسانك وجنانك: اعتقد في قلبك أن الله أكبر من كل شيء، وأن له الكبرياء في السماوات والأرض، وكذلك بلسانك تكبره، تقولك: الله أكبر!

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم يكبرون كلما علوا نشزاً (١)، أي: مرتفعاً، وهذا في السفر، لأن الإنسان إذا علا في مكانه، قد يشعر في قلبه أنه مستعل على غيره، فيقول: الله أكبر. من أجل أن يخفف تلك العلياء التي شعر بها حين علا وارتفع.

وكانوا إذا هبطوا، قالوا: سبحان الله. لأن النزول سفول، فيقول: سبحان الله، أي: أنزهه عن السفول الذي أنا الآن فيه.

وقوله: {تَكْبِيراً}: هذا مصدر مؤكد، يراد به التعظيم، أي: كبره تكبيراً عظيماً.

والذي نستفيده من الناحية المسلكية في هذه الآية:

أن الإنسان يشعر بكمال غنى الله عز جل عن كل أحد، وانفراده بالملك، وتمام عزته وسلطانه، وحينئذ يعظم الله سبحانه وتعالى بما يستحق أن يعظم به بقدر استطاعته.

ونستفيد حمد الله تعالى على تنزهه عن العيوب، كما يحمد على صفات الكمال.

الآية السادسة: قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي


(١) رواه البخاري (٢٩٩٣) كتاب الجهاد/ باب التسبيح إذا هبط وادياً عن جابر رضي الله عنهما قال: "كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا" وسيأتي في (٢/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>