للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سحاباً مثل الترس، وارتفعت في السماء وانتشرت ورعدت، وبرقت، ونزل المطر، فما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا والمطر يتحادر من لحيته عليه الصلاة والسلام (١) وهذا أمر واقع يدل على وجود الخالق دلالة حسيية.

وفي القرآن كثير من هذا، مثل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [الأنبياء: ٨٣ - ٨٤] وغير ذلك من الآيات.

- وأما دلالة الفطرة، فإن كثيراً من الناس الذين لم تنحرف فطرهم يؤمنون بوجود الله، حتى البهائم العُجم تؤمن بوجود الله، وقصة النملة التي رويت عن سليمان عليه الصلاة والسلام، خرج يستسقي، فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها نحو السماء، تقول: اللهم أنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا سقياك. فقال: ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم (٢).

فالفطر مجبولة على معرفة الله عز وجل وتوحيده.

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ


(١) رواه البخاري (١٠٣٣) كتاب الاستسقاء/ باب الاستسقاء في خطبة الجمعة، ومسلم (٨٩٧) ,من حديث انس رضي الله عنه في كتاب صلاة الاستسقاء/ باب الدعاء في الاستسقاء.
(٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" لابن أبي شيبة, وأحمد في "الزهد "وابن أبي حاتم عن أبي الصديق الناجي. وانظر: "اجتماع الجيوش" لابن قيم (ص ٣٢٨ , ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>