للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فظهر بهذا أثر قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.

وفي الآية من صفات الله: الربوبية، والإيجاب، والرحمة.

الآية السادسة: قوله: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: ١٠٧].

الله عز وجل هو الغفور الرحيم، جمع عز وجل بين هذين الاسمين، لأن بالمغفرة سقوط عقوبة الذنوب، وبالرحمة حصول المطلوب، والإنسان مفقتر إلى هذا وهذا، ومفتقر إلى مغفرة ينجو بها من آثامه، ومفتقر إلى رحمة يسعد بها بحصول مطلوبة.

فـ {الْغَفُورُ}: صيغة مبالغة مأخوذة من الغفر، وهو الستر مع الوقاية، لأنه مأخوذ من المغفر، والمغفر شيء يوضع على الرأس في القتال يقي من السهام، وهذا المغفر تحصل به فائدتان هما: ستر الرأس والوقاية. فـ {الْغَفُورُ}: الذي يستر ذنوب عباده، ويقيهم آثامها، بالعفو عنها.

ويدل على هذا ما ثبت في الصحيح: "أن الله عز وجل يخلو يوم القيامة بعبده، ويقرره بذنوبه، يقول: عملت كذا، وعملت كذا .. حتى يقر، فيقول الله عز وجل له: قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم" (١).


(١) رواها لبخاري (٢٤٤١) كتاب المظالم/ باب قوله تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين"، ومسلم (٢٧٦٨) كتاب التوبة/ باب قبول توبة القاتل عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يدني المؤمنين فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول: نعم أي رب, إذا حتى أقروه بذنوبهم ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنياء, وأنا أغفرها لك اليوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>