للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثبات أن القرآن كلام الله تعالى

الشرح:

ذكر المؤلف رحمه الله الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله. وهذه المسألة وقع فيها النزاع الكثير بين المعتزلة وأهل السنة, وحصل بها شر كثير على أهل, وممن أوذي في الله في ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة، الذي قال فيه بعض العلماء: "إن الله سبحانه وتعالى حفظ الإسلام (أو قال: نصره) بأبي بكر يوم الردة، وبالإمام أحمد يوم المحنة" (١).

والمحنة: هو أن المأمون عفا الله عنا وعنه أجبر الناس على أن يقولوا بخلق القرآن, حتى إنه صار يمتحن العلماء ويقتلهم إذا لم يجيبوا, وأكثر العلماء رأوا أنهم في فسحة من الأمر، وصاروا يتأولون:

إما بأن الحال حال إكراه, والمكره إذا قال الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان؛ فإنه معفو عنه.

وإما بتنزيل اللفظ على غير ظاهره؛ يتأولون، فيقولون مثلاً: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور؛ هذه مخلوقة. وهو يتأول أصابعه.


(١) قاله علي بن المديني, فيما رواه عنه الحافظ عب الغني المقدسي في كتابه "محنة الإمام أحمد بن حنبل" (ج ٣١) , وانظر: "السير الأعلام النبلاء" (١١/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>