للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: ١١]، قال علقمة رحمه الله: "هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم" (١).

سادسًا: إضافة النعم إلى مُسديها؛ لأنك إذا لم تؤمن بالقدر؛ أضفت النعم إلى من باشر الإنعام، وهذا يوجد كثيرًا في الذين يتزلفون إلى الملوك والأمراء والوزراء؛ فإذا أصابوا منهم ما يريدون، جعلوا الفضل إليهم، ونسوا فضل الخالق سبحانه.

صحيح أنه يجب على الإنسان أن يشكر الناس؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "من صنع إليكم معروفًا؛ فكافئوه" (٢)، ولكن يعلم أن الأصل كل الأصل هو فضل الله عزَّ وجلَّ جعله على يد هذا الرجل.

سابعًا: أن الإنسان يعرف به حكمة الله عزَّ وجلَّ؛ لأنه إذا نظر في هذا الكون وما يحدث فيه من تغييرات باهرة؛ عرف بهذا حكمة الله عزَّ وجلَّ؛ بخلاف من نسي القضاء والقدر؛ فإنه لا يستفيد هذه الفائدة.


(١) أخرجه الطبري (٢٨/ ٨٠)، وعزاه السيوطي لعبد بن حميد وابن المنذر، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ٢٢٧)، كما عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم (٨/ ١٦٣)، انظر "نسخة وكيع عن الأعمش" (٥).
(٢) رواه: أحمد (٢/ ٦٨)، وأبو داود (١٦٧٢)، واللفظ له، وابن حبان (٨/ ١٩٩)، والنسائي (٥/ ٨٢)، والحاكم (١/ ٤١٢)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٢٥٤)، و"الإرواء (١٦١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>