العبادة، لكن الدعوة والتبليغ أمر صعب، لأنه يتعب في معاناة الآخرين وجهادهم، فيكون صعباً.
وأما النواهي، فقد نهاه عن الشرك، قال:{وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام: ١٤]، {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[الزمر: ٦٥] ... وما أشبه ذلك.
وأما الأحكام القدرية: فقد حصل عليه أذى من قومه، أذى قولي وأذى فعلي، لا يصبر عليه إلا أمثال الرسول عليه الصلاة والسلام.
آذوه بالقوة: بالسخرية، والاستهزاء، والتهجين، وتنفير الناس عنه.
وأذوه بالفعل: كان ساجداً تحت الكعبة في آمن بقعة من الأرض، ساجداً لربه، فذهبوا، وأتوا بسلى الناقة، ووضعوه على ظهره وهو ساجد (١)!!
ليس هناك أبلغ من هذه الأذية مع العلم بأنه لو يدخل كافر مشرك إلى الحرم، لكان عندهم آمناً، لا يؤذونه فيه، بل يكرمونه ويطعمونه النبيذ ويسقونه ماء زمزم!! ومحمد عليه الصلاة والسلام ساجداً لله يؤذونه هذا الأذى!!
(١) رواه البخاري (٣٨٥٤) كتاب مناقب الأنصار/ باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين، ومسلم (١٧٩٤) عن عبد الله بن مسعود قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش, جاء عقبة بن أبي معيط بسلي جزور فقذفه على ظهر النبي لى الله عليه وسلم ". كتاب الجهاد/ باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين.