يقتضي ذلك لا اختلاطاً ولا مشاركة في المكان, بل هي معية لائقة بالله, ومقتضاها النصر والتأييد.
ثالثاً: نقول: وصفكم الله بهذا! من أبطل الباطل وأشد التنقص لله عز وجل, والله عز وجل ذكرها هنا عن نفسه متمدحاً؛ أنه مع علوه على عرشه؛ فهو مع الخلق, وإن كانوا أسفل منه, فإذا جعلتم الله في الأرض؛ فهذا نقص. إذا جعلتم الله نفسه معكم في كل مكان, وأنتم تدخلون الكنيف؛ هذا أعظم النقص, ولا تستطيع أن تقوله ولا لملك من ملوك الدنيا: إنك أنت في الكنيف! لكن كيف تقوله لله عز وجل؟!
رابعاً: يلزم على قولكم هذا أحد أمرين لا ثالث لهما, وكلاهما ممتنع: إما أن يكون الله متجزئاً, كل جزء منه في مكان.
وإما أن يكون متعدداً؛ يعني: كل إله في جهة ضرورة تعدد الأمكنة.
خامساً: أن نقول: قولكم هذا أيضاً يستلزم أن يكون الله حالاً في الخلق؛ فكل مكان في الخلق؛ فالله تعالى فيه، وصار هذا سلماً لقول أهل وحدة الوجود.
فأنت ترى أن هذا القول باطل, ومقتضى هذا القول الكفر.
ولهذا نرى أن من قال: إن الله معنا في الأرض؛ فهو كافر؛ يستتاب, ويبين له الحق، فإن رجع، وإلا؛ وجب قتله.