وقوله:{لا تَحْزَنْ}: نهي يشمل الهم مما وقع وما سيقع؛ فهو صالح للماضي والمستقبل.
والحزن: تألم النفس وشدة همها.
{إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}: وهذه المعية خاصة، مقيدة بالنبي صلى الله عليه وسلموأبي بكر، وتقتضي مع الإحاطة التي هي المعية العامة النصر والتأييد.
ولهذا وقفت قريش على الغار, ولم يبصروهما! أعمى الله أبصارهم.
وأما قول من قال: فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار, والحمامة وقعت على باب الغار، فلما جاء المشركون, وإذا على الغار, حمامة وعش عنكبوت, فقالوا: ليس فيه أحد؛ فانصرفوا (١). فهذا باطل!!
الحماية الإلهية والآية البالغة أن يكون الغار مفتوحاً صافياً؛ ليس فيه مانع حسي, ومع ذلك لا يرون من فيه، هذه هي الآية!! أما أن تأتي حمامة وعنكبوت تعشش؛ فهذا بعيد, وخلاف قوله:"لو نظر أحدهم إلى قدمه، لأبصرنا".
(١) نسبه الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٥٣) للبزار والطبراني وقال: "وفيه جماعة لا أعرفهم", ورواه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٢٢٩) , وانظر "الضعيفة" للألباني (١١٢٨) فقد ضعفه.