للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ}؛ قال: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ} , ولم يقل: لقد علمنا؛ لأن قولهم هذا يتجدد, فكان التعبير بالمضارع أولى من التعبير بالماضي؛ لأنه لو قال: لقد علمنا؛ لتبادر إلى ذهن بعض الناس أن المعنى: علمنا أنهم قالوا ذلك سابقاً, لا أنهم يستمرون عليه.

وسبب نزول هذه الآية أن قريشاً قالت: إن هذا القرآن الذي يأتي به محمد ليس من عند ربه، وإنما هو من شخص يعلمه ويقص عليه من قصص الأولين، ويأتي ليقول لنا: هذا من عند الله! أعوذ بالله!!

ادعوا أنه كلام البشر! والعجيب أنهم يدعون أنه كلام بشر، ويقال لهم: ائتوا بمثله, ولا يستطيعون!!

وقد أبطل الله افتراءهم هذا بقوله تعالى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} , ومعنى {يُلْحِدُونَ} يميلون؛ لأن قولهم هذا ميل عن الصواب بعيد عن الحق.

والأعجمي: هو الذي لا يفصح بالكلام, وإن كان عربياً, والعجمي بدو همزة هو: المنسوب إلى العجم وإن كان يتكلم العربية.

فلسان هذا الذي يلحدون إليه أعجمي لا يفصح بالكلام العربي.

وأما القرآن؛ فإن الله قال فيه: {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

<<  <  ج: ص:  >  >>