واستدلوا لذلك بالآيات التي ساقها المؤلف, واستدلوا أيضاً بالأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي نقلها عنه صحابة كثيرون ونقلها عن هؤلاء الصحابة تابعون (١) كثيرون, ونقلها عن التابعين من تابع التابعين كثيرون. وهكذا.
والنصوص فيها قطعية الثبوت والدلالة؛ لأنها في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله, صلى الله عليه وسلم المتواترة.
وأنشدوا في هذا المعنى:
مما تواتر حديث من كذب ... ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ... ومسح خفين وهذي بعض
فالمراد بقوله:"ورؤية" رؤية المؤمنين لربهم.
وأهل السنة والجماعة يقولون: إن النظر هنا بالبصر حقيقة.
ولا يلزم منه الإدراك؛ لأن الله تعالى يقول:{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام: ١٠٣]؛ كما أن العلم بالقلب أيضاً لا يلزم منه الإدراك؛ قال الله تعالى:{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}[طه: ١١٠].
ونحن نعلم ربنا بقلوبنا, لكن لا ندرك كيفيته وحقيقته, وفي
(١) انظر: "شرح السنة" للالكائي (ص ٤٨٠) , و"الشريعة" للآجري (ص ٢٥١) , "والسنة" لعبد الله بن الإمام أحمد (١/ ٢٩٩) , وكتاب "الرؤية " للإمام الدارقطني, و"حادي الأرواح" لابن القيم (٢٠٤).