للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلينا أن نؤمن به ونصدق ونقول: ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا، وهي أقرب السماوات إلى الأرض، والسماوات سبع، وإنما ينزل عزَّ وجلَّ في هذا الوقت من الليل للقرب من عباده جل وعلا؛ كما يقرب منهم عشية عرفة؛ حيث يباهي بالواقفين الملائكة (١).

* وقوله: "كل ليلة": يشمل جميع ليالي العام.

* "حين يبقى ثلث الليل الآخر" والليل يبتدئ من غروب الشمس اتفاقًا لكن حصل الخلاف في انتهائه هل يكون بطلوع الفجر أو بطلوع الشمس والظاهر أن الليل الشرعي ينتهي بطلوع الفجر والليل الفلكي يشهي بطلوع الشمس.

* وقوله: "فيقول: من يدعوني": "من": استفهام للتشويق؛ كقوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: ١٠].

* و "يدعوني"؛ أي: يقول: يا رب!

* وقوله: "فأستجيب له ": بالنصب؛ لأنها جواب الطلب.

* "من يسألني": يقول: أسألك الجنة، أو نحو ذلك.

* "من يستغفرني": فيقول: اللهم اغفر لي، أو: أستغفرك اللهم!

* "فأغفر له": والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه.

بهذا يتبيَّن لكل إنسان قرأ هذا الحديث أن المراد بالنزول هنا نزول الله نفسه، ولا نحتاج أن نقول: بذاته؛ ما دام الفعل أُضيف


(١) كما جاء ذلك في "صحيح مسلم" (١٣٤٨)، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>