الملائكة (١)، ويقول: مرحبًا! وأحيانًا يقول: مرحبًا؛ اجلس هنا! كما ذكره ابن القيم في كتاب "الروح"، وأحيانًا يحس بأن هذا الرجل أصيب بشيء مخيف، فيتغير وجهه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب والعياذ بالله.
ومن أدلة القرآن قوله تعالى في آل فرعون:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}، وهذا قبل قيام الساعة؛ بدليل قوله:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر: ٤٦].
ومن أدلة القرآن أيضًا قوله تعالى:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}، وهم شاحون بأنفسهم، لا يريدونها أن تخرج؛ لأنهم قد بشروا بالعذاب والعقوبة؛ فتجد الروح تأبى الخروج، ولهذا قال:{أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}[الأنعام: ٩٣]: {الْيَوْمَ}: (الـ): للعهد الحضوري؛ كقوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣]؛ يعني: اليوم الحاضر.
وكذلك {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ}: (الـ) للعهد الحضوري، والمراد
(١) لما رواه البراء بن عازب في قصة خروجه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار. أخرجه الإِمام أحمد (٤/ ٢٨٧ و ٢٨٨ و ٢٩٥ و ٢٩٦)، وأبو داود (٤٧٥٣)، والآجري في "الشريعة" (٣٦٧)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٣٧)؛ وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي، ووافقهما الألباني في "أحكام الجنائز" (١٥٩). وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (٤/ ٣٦٩): هذا الحديث حديث حسن.