للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قد يقول قائل: المعروف الآن أن الشمس لو تدنو بمقدار شعرة عن مستوى خطبها؛ لأحرقت الأرض؛ فكيف يمكن أن تكون في ذلك اليوم بهذا المقدار من البعد، ثم لا تحرق الخلق؟

فالجواب على ذلك: أن الناس يحشرون يوم القيامة؛ ليسوا على القوة التي هم عليها الآن، بل هم أقوى وأعظم وأشد تحملًا.

لو أن الناس الآن وقفوا خمسين يومًا في شمس لا ظل ولا أكل ولا شرب؛ فلا يمكنهم ذلك، بل يموتون! لكن يوم القيامة يبقون خمسين ألف سنة؛ لا أكل ولا شرب ولا ظل؛ إلا من أظله الله عَزَّ وَجَلَّ، ومع ذلك؛ يشاهدون أهوالًا عظيمة؛ فيتحملون.

واعتبر بأهل النار؛ كيف يتحملون هذا التحمل العظيم؛ {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء: ٥٦].

وبأهل الجنة؛ ينظر الإنسان إلى ملكه مسيرة ألف عام إلى أقصاه؛ كما ينظر إلى أدناه؛ كما روي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

* فإن قيل: هل أحد يسلم من الشمس؟

فالجواب: نعم! هناك أناس يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله


= إلجامًا"، قال: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه".
(١) رواه أحمد (٢/ ٦٤)، والترمذي (٢٥٥٣)، والحاكم (٢/ ٥٠٩)، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (١٩٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>