ولقد سلك فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -نفع اللهُ بعلومهِ- هذه الطريقة، وكان يؤكِّد دائمًا على العناية بمثل هذه المختصرات وحفظِها.
فكان في دروسه للعقيدة مثلًا يقوم بتدريس كتاب "العقيدة الواسطية"، وكتاب "التوحيد" لشيخ الإسلامِ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وفي الفقه بكتاب "زاد المستقنع" للحجَّاوي -رحمه الله-، وفي الفرائض بـ"منظومة القلائد البرهانية"، وفي النحو بـ"الآجرومية"، وهكذا في سائر دروسه.
فكان لهذه الطريقة الأثر البالغ في نفوس طلابه ومستمعيه، فانتشرت كتبه وأشرطته في شرق البلاد الإسلاميّةِ وغربها، وعمَّ الله بها النفع العظيم.
وهذا الأمرُ قد جعل دور النشر تقوم على طبع مؤلفات ورسائل الشيخ -حفظه الله-، وقد كان لدار ابن الجوزي للنشر والتوزيع السبق في ذلك منذ زمن ليس بالقريب، فنحمد الله تعالى ونشكره على أن يسّر لنا ذلك.
ولقد طبع هذا الكتاب من قبل، ولكنه في الحقيقة لم يُعْطَ حقه في التدقيق والتحقيق من قبل الشيخ -سدّده اللهُ-، لذلك قام فضيلة الشيخ بمراجعة الكتاب وتصحيحه وإعادة النظر فيه، واستدراك النقص الذي في الطبعة الأولى.