للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأما قول القلب؛ فهو اعترافه وتصديقه. وأما عمله؛ فهو عبارة عن تحركه وإرادته؛ مثل الإخلاص في العمل؛ فهذا عمل قلب، وكذلك التوكل والرجاء والخوف؛ فالعمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب، بل هناك حركة في القلب.

- وأما عمل الجوارح؛ فواضح؛ ركوع، وسجود، وقيام، وقعود، فيكون عمل الجوارح إيمانًا شرعًا؛ لأن الحامل لهذا العمل هو الإيمان.

* فإذا قال قائل: أين الدليل على أن الإيمان يشمل هذه الأشياء؟

قلنا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره" (١)؛ فهذا قول القلب. أما عمل القلب واللسان والجوارح؛ فدليله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (٢)؛ فهذا قول اللسان وعمله وعمل الجوارح، والحياء عمل قلبي، وهو انكسار يصيب الإنسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء.

فتبين بهذا أن الإيمان يشمل هذه الأشياء كلها شرعًا.


(١) تقدم تخريجه (١/ ٥٤)، وهو عند مسلم (٨).
(٢) رواه مسلم (٣٥) من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ، وقد أخرجه البخاري (٩) بلفظ: "الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان".

<<  <  ج: ص:  >  >>