قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع، وأما ما نعرفه نحن عيانًا ونعرفه في هذا الزمان؛ فكثير".
* * *
* قوله: "وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة".
* والدليل على أنها موجودة إلى يوم القيامة: سمعي وعقلي:
- أما السمعي، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر في قصة الدجال أنَّه يدعو رجلًا من الناس من الشباب، يأتي، ويقول له: كذبت! إنما أنت المسيح الدجال الَّذي أخبرنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأتي الدجال، فيقتله قطعتين، فيجعل واحدة هنا وواحدة هنا رمية الغرض (يعني: بعيد ما بينهما)، ويمشي بينهما، ثم يدعوه، فيقوم يتهلل، ثم يدعوه ليقر له بالعبودية، فيقول الرجل: ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم! فيريد الدجال أن يقتله؛ فلا يسلط عليه (١).
فهذه (أي: عدم تمكن الدجال من قتل ذلك الشاب) من الكرامات بلا شك.
- وأما العقلي؛ فيقال: ما دام سبب الكرامة هي الولاية؛ فالولاية لا تزال موجودة إلى قيام الساعة.
* * *
(١) رواه: البخاري (٧١٣٢)، ومسلم (٢٩٣٨)؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.