* قوله:"وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" (١) ".
* "قوله" هنا معطوف على "قوله" في الحديث السابق.
* "مثل المؤمنين في توادهم"؛ أي: مودة بعضهم بعضًا.
* "وتراحمهم": رحمة بعضهم بعضًا.
* "وتعاطفهم": عطف بعضهم على بعض.
* "كالجسد الواحد"؛ أي: أنهم يشتركون في الآمال والآلام، فيرحم بعضهم بعضًا، فإذا احتاج؛ أزال حاجته، ويعطف بعضهم على بعض باللين والرفق وغير ذلك ... ويود بعضهم بعضًا، حتَّى إن الواحد منهم إذا رأى في قلبه بغضاء لأحد من إخوانه المسلمين؛ حاول أن يزيله وأن يذكر من محاسنه ما يوجب زوال هذه البغضاء.
فالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، ولو من أصغر الأعضاء؛ تداعى له سائر الجسد؛ فإذا أوجعك أصبعك الخنصر الَّذي هو من أصغر الأعضاء؛ فإن الجسد كله يتألم ... إذا أوجعتك الأذن؛ تألم الجسد كله ... وإذا أوجعتك العين؛ تألم الجسد كله ... وغير ذلك؛
(١) البخاري (٦٠١١)، ومسلم (٢٥٨٦)؛ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.