والإحسان إلى المساكين يكون بحسب الحال: فإذا كان محتاجًا إلى طعام؛ فالإحسان إليه بأن تطعمه، وإذا كان محتاجًا إلى كسوة؛ فالإحسان إليه بأن تكسوه، وإلى اعتبار بأن توليه اعتبارًا، فإذا دخل المجلس؛ ترحب به، وتقدمه لأجل أن ترفع من معنويته.
فمن أجل هذا النقص الذي قدره الله عزَّ وجلَّ عليهم بحكمته أمرنا عزَّ وجلَّ أن نحسن إليهم.
* كذلك ابن السبيل، وهو المسافر، وهو هنا المسافر الذي انقطع به السفر، أو لم ينقطع؛ بخلاف الزكاة؛ لأن المسافر غريب، والغريب مستوحش، فإذا آنسته بإكرامه والإحسان إليه؛ فإن هذا مما يأمر به الشرع.
فإذا نزل ابن سبيل بك ضيفًا؛ فمن إكرامه أن تكرم ضيافته.
لكن قال بعض العلماء: إنه لا يجب إكرامه بضيافته إلا في القرى دون الأمصار!
ونحن نقول: بل هي واجبة في القرى والأمصار؛ إلا أن يكون هناك سبب؛ كضيق البيت مثلًا، أو أسباب أخرى تمنع أن تضيف هذا الرجل، لكن على كل حال ينبغي إذا تعذر أن تحسن الرد.