به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء؛ صار الكفار يضحكون به ويكذبونه ويقولون: كيف تذهب يا محمد في ليلة وتصل في ليلة إلى ما وصلت إليه في السماء ونحن إذا ذهبنا إلى الشام نبقى شهرًا حتى نصله وشهرًا للرجوع؟! فاتخذوا من هذا سلمًا ليكذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام، ولما وصلوا إلى أبي بكر، وقالوا: إن صاحبك يحدث ويقول كذا وكذا! قال: إن كان قال ذلك؛ فقد صدق (١). فمن ذلك اليوم سمي الصديق، وهو أفضل الصديقين من هذه الأمة وغيرها.
* قوله:"وفيهم الشهداء": جمع شهيد؛ بمعنى: شاهد.
* فمن هم الشهداء؟
- قيل: هم العلماء؛ لأن العالم يشهد بشرع الله، ويشهد على عباد الله بأنها قامت عليهم الحجة، ولهذا يعد العالم مبلغًا عن الله عزَّ وجلَّ ورسوله شريعته التي جاء بها رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيكون شاهدًا بالحق على الخلق.
- وقيل: إن الشهيد من قتل في سبيل الله.
والصحيح أن الآية عامة لهذا وهذا.
* قوله:"وفيهم الصالحون"، والصالح ضد الفاسد، وهو
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣/ ٦٢)، وصححه ووافقه الذهبي، وعزاه ابن كثير في أول تفسير سورة الإسراء للبيهقي. وانظر: "السلسلة الصحيحة" للألباني (٣٠٦).