للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب في أولها:

"كتاب الإِيضاح لأبي علي الفارسي، وكتب من نسخة بخط العبدي رحمه الله، والنسخة مقروءة على المصنف، قرأها العبدي".

وعلينا أن نتبين منزلة العبدي، موضحين مدى علاقته بأستاذه الفارسي، هذه العلاقة التي رجحت اعتماد النسخة المنقولة عن نسخته تلك أصلًا لنسخ الكتاب.

فهوأحمد بن بكر بن بقية، والعبدي نسبة إلى عبد القيس بن أقصى بن دعمي، وهي قبيلة كبيرة مشهورة ويكنى أبا طالب، وهو أحد أئمة النحاة المشهورين. كان نحويًا لغويًا قيمًا بالقياس، قرأ على السيرافي والرماني والفارسي (١). وكان اختصاصه بأبي علي وانتسابه إليه أكثر، وتعصبه له أوفر، أخذ عن أبي علي جلَّ ما عنده، وكان وطئ العبارة، حسن الغوص، جميل التصنيف، وقد اعتنى العبدي بكتابي شيخه أبي علي الإيضاح والتكملة، وشرحهما شرحًا كافيًا حتى يقال: أنه شرح كتاب أبي علي بكلام أبي علي لكثرة اطلاعه على كتبه وفوائده (٢).

وقد قارن القفطي بين شرح العبدي وشرح الجرجاني فقال: "وكنت قد سألت عالمين بهذا الشأن عن كتاب العبدي وكتاب الجرجاني فسكتا مليًا، وقال أحدهما: "قد سمي الجرجاني كتابه" المقتصد"، وهو كما سماه، فإن فوائده مختصرة" وقال الآخر: "أحسن العبدي في الكلام على العوامل، وقصر فيها الجرجاني وأحسنا في التصريف وكلام الجرجاني أبلغ وأبسط" (٣).


(١) انظر: معجم الأدباء ٢/ ٢٢٦، ابن خلكان ١/ ٣٦، إنباه الرواة ٢/ ٣٨٧، بغية الوعاة ١٢٩ ووجدت إشارة لذلك في التعريف الذي صدرت به مخطوطة عاطف أفندي (ع) رقم ٢٤٤٤.
(٢) إنباه الرواة ٢/ ٣٨٧.
(٣) المصدر السابق.

<<  <   >  >>