للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥] فَبَاتَ منْتَصْبًا وما تَكَرْدَسَا (١).

ومما حُرِّكَ لالتقاءِ الساكنينِ بالكَسْرِ في كلمةٍ قَوْلُهُمْ: "لم أبَلِهْ" (٢)، الأصْل: أبَالي (٣) فَحَذَفَ الياءَ للجزمِ، فصارَ "بَالِ"، فلما كَثُرَ في الكلامِ، لم يعْتَدَّ بذلكَ المحذوفِ الذي هو الياءُ، فَحُذِفَتِ الحركة للجزمِ، فالتقتِ اللام من "أبَالْ"، ساكنةً، مَعَ الألفِ فلمّا التقى ساكنانِ، حُذِفَتِ الألفُ، وألْحقَ (٤) الهاءُ للوَقْفِ، كما تُلْحَق في أزْمِهْ، فَحَرَّكَ اللامَ بالكَسْرِ لالتقاءِ الساكنينِ، هي (٥) والهاءُ التي ألْحِقَتْ للوقْفِ، فلم يَردَّ الألفَ التي كانَ حَذَفَها لالتقاءِ الساكنينِ؛ لأن الهاءَ التي (٦) للْوَقْفِ لا تلزم. ألا تَرَاهَا تسقطُ في الدَّرْجِ، كما لم يرَدِّ الألفَ في: رَمَتِ المرأة.

ومن ذلكَ قولهم في الوقفِ: "هذا النَّقرْ"، لَما التقى ساكنانِ في قولهمْ في (٧) النَّقْرْ؛ إذا وَقَفَ حُرِّكَ الأوَّل منهما بالحركةِ التي كانتْ تكون


(١) للعجاج في وصف ثور وحشي. وقد سكن قوله "منتصبًا" تخفيفًا. ومثل الشاهد في إسكان المتحرك في الشعر ما وقع في بيت الأخطل:
إذا غاب عنا غاب عنا فراتنا وإن شهد أجرى فيضه وجداوله (الديوان ٦٤).
وفي النثر ما حكاه صاحب الكتاب ١/ ٢٥٨: "أراك منتفجًا". وقرأ أبو عمرو: ورسلنا وسبلنا (التيسير للداني ٧٢).
ديوانه ق ١٦/ ٤٤ ص ٢٢، ومنسوب له في القيسي (٧١ و)، الحجة ١/ ٣٠٩، ولخصائص ٢/ ٣٣٨، اللسان (كردس) ٨/ ٦٩، شواهد الشافية ٣٢.
وهو غير منسوب في: الخصائص ٢/ ٢٥٤، اللسان مواد: (نصب) ٢/ ٢٥٥ و (نصص) ٨/ ٣٦٨، شرح الرضي على الشافية ١٨. ورايته في الديوان "فبات منتصًا" ولا شاهد فيه على هذا.
(٢) انظر التصريف للمازنى، والمنصف عليه ٢/ ٢٣٢.
(٣) ف، ي: "لم أبالي". سهو.
(٤) ل، ي: "ولحقت".
(٥) سقطت "هي" في: ي.
(٦) سقطت "التي" في: ي.
(٧) سقطت "في" في: ك، ع، ي.

<<  <   >  >>