للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للثاني في الدَّرْجِ وكذلكَ بالنَّقْرِ، فإِذا قالَ: رأيْتُ "النَّقْرْ"، لم يَفْتَحْ القافَ فيقولُ: "النَّقَرْ" في قولِ سيبويهِ (١)؛ لأنهَ لما (٢) لم يلزمِ الراءَ السكونُ قَبْلَ (٣) دخول الألفِ واللَام الكلمةَ لإبدالِ الألفِ من التنوينِ في: "صَادَفْتُ نَقْرَا"، أَجْرَى الألفَ واللامَ في ذلك مُجْرَاهُ، من حيثُ لم يَلزما الكلمةَ. قالَ في الرفعَ:

[٦] وأنا آبنُ ماويةَ إذْ جَدَّ النَّقْرْ (٤).


(١) سيبويه (١٢١ - ١٦١ هـ). هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، وسيبويه لقب بالفارسية معناه رائحة التفاح، وكان من أهل فارس لكنه نشأ في البصرة فصار إمام البصريين في النحو، غير منازع، وكان أعلم المتقدمين والمتأخرين في النحو، ولم يوضع فيه مثل كتابه. أخذ النحو عن الخليل بن أحمد. تناظر مع الكسائي بحضرة الأمين فغلب بعد ما قيل من أنهم تحاملوا عليه، وتعصبوا ضده. فقصد فارس مغتمًا، وتوفي بقرية من قرى شيراز. انظر ترجمته في: أخبار النحويين ٣٧ - ٣٨، مراتب النحويين ٦٥، طبقات الزبيدي ٦٦ - ٦٧٤ معجم الأدباء ١٦/ ١١٤ - ١٢٧، إنباه الرواة ٢/ ٣٤٦، بغية الوعاة ٣٦٦، سيبويه إمام النحاة، للأستاذ علي النجدي ناصف.
ونص قوله الذي أشار إليه أبو على هو: "ولا يقال في الكلام إلا النقر في الرفع وغيره، (الكتاب ٢/ ٢٨٤).
(٢) سقطت "لما" في: ف.
(٣) ك: "من" قبل.
(٤) نسب هذا الرجز لبعض السعديين أو لعبد الله (أبو عبيد أو عبيد الله) ابن ماوية الكلبي أو الطائي (وماوية الله امرأة)، ونسب أيضًا لفدكي بن أعبد المنقري.
الشاهد فيه: انتقال حركة الراء إلى القاف بسبب الوقف حتى لا يجتمع ساكنان ليس الأول منها حرف مدولا حرف لين. والنقر: صوت يسكن به الفرس عند احتمائه.
ورد منسوباً (على اختلاف، فيما تقدم في نسبته) في: القيسي (٧١ و)، سيبويه والشنتمري ٢/ ٢٨٤، الكامل للمبرد ٣٢٤، اللسان (نقر) ٧/ ٨٩، شواهد المغنى ٢٨٥، الشواهد الكبرى ٤/ ٥٥٩.
وغير منسوب في جمل الزجاجي ٣٠٠، الحجة ١/ ٢٦٢، الصحاح (نقر) ٢/ ٨٣٥، الإنصاف ٢/ ٢٩٠، المغنى ٢/ ٤٣٤. وذكر القيسي أنه يروي: "إذ جد النفر" بالفاء. وقال: "هو أشبه بالمعنى".

<<  <   >  >>