للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هيَ في الأحوالِ الثلاثةِ (١) التي هي بَدَلٌ من التّنوين؛ يعني إذا كان الأسمُ منصرفًا (٢).

فإنْ كانَ الاسمُ غيرَ منصرفٍ، نحو "أعْمَى" و"حُبْلَى"، فالألفُ في الوقفِ هي التي كانَتْ في الوصلِ؛ لأنَّ التّنوين لا يلحقُ هذا فَيُبْدَلُ منهُ. وبَعْضُ العَرَبِ يُبْدِلُ من هذِهِ الألفِ ياءًا (٣)، فيقولُ "أفْعَيْ". ومنهم من يُبْدِلُ الواوَ فيقولُ: أفْعَوْ.

وإنْ كانتِ الألفُ في آخرِ اسمٍ غيرِ مُتَمَكّنٍ (٤)، فالوقفُ عَلَيْهَا كالوقفِ على المتمكّنِ. وذلكَ قَوْلُكَ (٥): "رأيْتُ هَؤلا، وضَعّهُ هَا هُنا. ومنهم مَنْ يُلْحِقُ الألفَ هاءًا فيقول: ها هُنَاهْ، وهاؤلاهْ، ولا يُلْحِقُونَها في آخرِ المتمكنِ فَيَلْتَبسَ بالإِضافةِ.

وأما الألفُ في ما إذا اسْتَفْهَمْتَ بها نحو عَمَّ تسألُ؟ وفيمَ أنْتَ؟ وعلامَ جئْتَ؟ فإنَّ الألفَ تُحْذَفُ مِنْهُ في الدَّرْجِ في الاختيار وحالَ السّعةِ. وعلى هذا جاءَ التّنزيل نحو ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا﴾ (٦)، و ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ (٧). وقد جاء مُثْبَتًا في الشّعْرِ، قَالَ (٨):


= العامة. توفي سنة ٢٤٨ هـ: انظر ترجمته في: أخبار النحويين ٥٧ - ٦٥، مراتب النحويين ٧٧ - ٨٨، طبقات الزبيدي ٩٢ - ١٠٠، معجم الأدباء ٧/ ١٠٧ - ١٢٨، إنباه الرواة ١/ ٢٤٦، جمهرة أنساب العرب ٢١٢.
(١) ص، ل، ي: "والأحوال الثلاث" وكلا الأمرين جائز. قال أبو علي في التكملة (١٩ ظ) "والحال هي الحال والحالة" انظر أيضًا اللسان (حول) ١٣/ ٢٠١.
(٢) هنا ينتهي السقط في "س"، المشار إليه في الهامش ٧ من الصفحة نفسها.
(٣) غير الأصل، ي: "الياء".
(٤) ف: اسم "مبنى".
(٥) ص: "قولهم".
(٦) آية ٤٣/ النازعات ٧٩.
(٧) آية ١/ النبأ ٧٨.
(٨) ص: "يقال".

<<  <   >  >>