للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقولُ: ثلاثةُ أنْفُسٍ (١)؛ لأنِ النّفْسَ إنسانٌ. وعلى هذا قرِيءَ: ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي﴾ (٢). وزَعَم يونسُ عن رؤبة: ثلاثُ أنْفُسٍ عِلى تأنيثِ النّفْسِ وعلى هذا قرئ ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي﴾.

وقالوا "ثلاثُ أعْيُنِ" وإنْ كانوا رِجالاً على تأنيثِ العَيْنِ. ويُقَوِيّ ذَلِكَ قولُهم في تحقيرِ النّابِ منَ الأبلِ: نبَيْبٌ. فلم يُلْحقوا الهاءَ لأنّهم أرادوا الجارِحَةَ.

وقياسُ من قالَ: "ثلاثةُ أنْفُسٍ" فذكّرَ؛ لأنّه إنسانٌ، أن يقولَ: ثَلاثَة أعْيُنٍ. لأنَ العَيْنَ: الرَّجلُ الحافِظُ لأصحابهِ (٣) على الأماكنِ المُشْرِفَةِ قال:


= السيرافي (٥٢٨ نحو) ١/ ٣١٠، التنبيه على شرح مشكلات الحماسة ١٦٠، المخصص ٩/ ٤، الأشباه والنظائر ٣/ ٢٢.
وروي في: ي، بنصيري (بالياء والنون معاً)، ونصيري، في: ص، مجموعة م عدا س، من النسخ، وفي سيبويه والشنتمري، والمخصص ١٧/ ١١٧ من المراجع الأخرى. وروي في غير ذلك من النسخ المراجع برواية "مجنى". وروي: "وكان" في السيرافي وتثقيف اللسان، وروي فيهما وفي اللسان "دون ما كنت".
(١) إشارة لى قول الحطيئة:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود … لقد جار الزمان على عيالي
انظر: ديوانه ق ٢/ ١١٤ ص ٣٩٥، وسيبويه والشنتمري ٢/ ١٧٥، ومجالس ثعلب القسم الأول / ٣٠٤، والأنصاف ٢/ ٤١٠، والأغاني ٢/ ٤٧ وروايته هنا: "ونحن ثلاثة وثلاث ذود". وفي سيبويه ٢/ ١٧٤: "وتقول: ثلاث ذود؛ لأن الذود أنثى، وليست باسم كسر عليه مذكر".
(٢) آية ٥٩/ الزمر ٣٩.
قرأ الجمهور بفتح الكاف في "جاءتك" وفتح تاء ما بعدها، خطاباً للكافر ذي النفس؛ إذ الآية: ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾. أما قراءة الكسر الآتية، والتي أشار إليها أبو علي، فقد رواها الربيع بن أنس عن أم سلمة عن النبي ، وفي رواية أخرى عن أبي بكر الصديق وابنته عائشة. وهي جائزة لأن النفس تقع على المذكر والمؤنث، وقد منعها بعضهم، وفي ذلك خلاف. انظر: تفسير القرطبي ١٥/ ٢٧٣، البحر المحيط ٧/ ٤٣٦.
(٣) سقطت "لأصحابه" في ص.

<<  <   >  >>