للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومما يُعْلَمُ أَنَّهُ ممدودٌ أنْ يكونَ المصدرُ يُرادُ به الصوتُ، ويكونَ مضَمومَ الأوّلِ. وذلكَ نحو الدُّعاءِ والعُواءِ؛ لأنُ نظيرَ ذلكَ من الصحيح الصُّراخُ والنُّباحُ، وكذلك البُكاءُ (١). قال الخليلُ (٢): والذينَ قالوا: البُكا فَقَصَروهُ، جَعَلوُهُ كالحَزَنِ. وكذلكَ ما كانَ عِلاجاً نحو النُزاءِ (٣) لأنّهُ بمنزِلَةِ القُماصِ (٤).

وكذلكَ ما كَان مصدراً لفِاعَلْت نحو شَارَيْتُه شِراءُ، وماريتُهُ مراءً؛ لأنَّ مارَيتُهُ مِراءً (٥) مثل جادَلتُهُ جِدالاً، شارَيتُهُ، وشراءً مثل بايَعْتُه بياعاً.

ومنَ الأسماءِ ما لا يُعْلَمُ قَصْرُه ولا مَدُّهُ منْ جهةِ القياسِ كالسَماءِ والمَنَا (٦) الذي يُرَادُ به القَدَرُ (٧) و [ما أشْبَهَ ذلكَ] (٨)، كما قالَ الشّاعرُ من بعضِ الهُذَلَيينِ (٩):

لَعَمْرُ أبي عَمْروٍ لَقَدْ سَاقهُ المَنَا (٦) … إلى حَدَثٍ يُورى لَه بالأهاضِبِ (١٠)


(١) انظر سيبويه ٢/ ١٦٢.
(٢) نصه في سيبويه ٢/ ١٦٣: قال الخليل: الذين قصروه جعلوه كالحزن. ويكون العلاج كذلك نحو النزاء ونظيره من غير المعتل القماص.
(٣) انظر المقصور والممدود لابن ولاد ص ١١٢.
(٤) القماص: مرض يصيب الفرس بأن يرفع يديه ويطرحهما معاً، وفي نوادر أبي مسحل ٢٩٧: ويقال أخذه القماص والقماص.
(٥) سقطت: "مراءا" في غير الأصل، ل، ف.
(٦) المنى، وقد جاء في اللسان: المنى بالياء القدر، والمنى الكيل أو الميزان الذي يوزن به بفتح الميم مقصور ويكتب بالألف. قال وتثيته منوان ومنيان والأول أعلى. قال ابن سيدة وارى الياء معاقبة لطلب الخفة. وكذلك جاء في القاموس وشرحه.
(٧) ابن ولاد: ١٠٢.
(٨) ساقط في: س.
(٩) مجموعة م "كما قال بعض الهذليين، ص: "كما قال الشاعر الهذلي" ف: كما قال "الهذلي".
(١٠) ينسب هذا البيت الصخر الغي بن عبد الله الخثمى يرثى أخاه أبا عمرو، وينسب كذلك لأبي =

<<  <   >  >>