للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنما يُرادُ (١) بذلكَ الاسْتواءُ والانْبساطُ، وأنهُ عَرَاءٌ لا خَمَرَ (٢) فيهِ ولا بْنْيانَ ولا جَبَلَ، ومثْلُ تسميتهم إياها (٣) بالجَرْباءِ تسميتُهم إياها (٤) بالرَّقيعِ. قَالَ ابنُ الأعرابي (٥): سمَّوها الرَّقيعَ (٦)؛ لأنها مَرقوعةٌ بالنُّجومِ.

وأَمّا ما جَاءَ منْ هذا المثَالِ مَصْدَرًا فنحو السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ والْبَأْسَاءِ والنَّعْماءِ. وفي التنزيلِ ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ﴾ (٧). ومنه قولُهم: اللأواء للشدَّة واللولاءُ (٨): بمعناها، إلا أَنه ليسَ من هذا البابِ. إلا أَنَّ تحمِلَهُ على قياسِ (٩) الفَيفِ (١٠) والأكثرُ أَنْ اجعلَهُ من باب القَضْقاضِ (١١).


(١) ص، ف: "يريد".
(٢) الخمر: بالتحريك ما واراك من الشجر والجبال ونحوها.
(٣) ك: "إياه" سهو.
(٤) ك، س: "إياه" سهو.
(٥) ابن الأعرابي (١٥٠ - ٢٣١): أبو عبد الله محمَّد بن زياد الأعرابي، مولى العباس بن محمَّد بن علي، كان نحويًا كثير السماع، ونسابًا، كما كان راوية لأشعار القبائل، كثير الحفظ، قيل فيه: "لم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه، إلا أنَّه كان ينتقص من الأصمعي وأبي عبيدة. لازم المفضل بن محمَّد الضبي إذ كان ربيبًا له، وسمع منه دواوين الشعر وصححها عليه. وجالس الكسائي وأخذ عنه النوادر والنحو. كما كان يسمع من الأعراب الذين ينزلون بظاهر الكوفة. روى عنه ابن السكيت، وأبو سعيد الضرير، وأبو العباس ثعلب. من تصانيفه: "النوادر" و"النبات" و"الخيل" و"تاريخ القبائل"، و"معاني الشعر".
ترجمته في: مراتب النحويين ٩٢ - ٩٣، طبقات الزبيدي ٢١٢ - ٢١٥، نزهة الألباء ٢٠٧، معجم الأدباء ١٨/ ١٨٩، إنباه الرواة ٣/ ١٢٨ - ١٣٧، ابن خلكان ١/ ٤٩٢ - ٤٩٣، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٦٤، بغية الوعاة ٤٢ - ٤٣.
(٦) ص: "بالرقيع" وفي اللسان (رقع) ٩/ ٤٩١ أقوال متعددة لسبب تسميتهم السماء بالرقيع.
(٧) آية ١٠/ هود ١١.
(٨) ف: "واللوا" تحريف.
(٩) الفيفاء.
(١٠) غير ص: والفيف. والفيف والفيفاة: المفازة لا ماء فيها.
(١١) القضقاض: ما استوى من الأرض.
قال الجرجاني في شرحه للتكملة (٨٠٥ و) "فأما اللولاء فقد قال أنَّه ليس من هذا الباب (باب السراء والضراء) إلا أن تحمله على قياس الفيفاء والفيف يعني أن تجعل التركيب من "لول" فيكون =

<<  <   >  >>