للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَيرةَ (١): كمْأةٌ للواحدةِ (٢) وكمَوءٌ للجميع (٣)، فمرَّ رؤبةُ بنُ العجّاجِ (٤) فسألوهُ، فقالَ: كمَوءٌ وكمأةٌ، كما قالَ مُنْتَجِعٌ (٥).

وقد جرى مجرى التأنيثِ في هذا ياءُ النَّسَبِ، فقالوا: زنجيٌّ للواحدِ وزنجٌ للجماعة. وعلى هذا قالوا: روميٌّ ورومٌ، وسِنْديٌّ وسِنْدٌ. وقياسُ هذا، أنْ يجوزَ فيه التأنيثُ والتذكيرُ، كما جاءَ في البَقَرِ والجرادِ قال:

[١٠٥] دَوِّيةٌ ودُجَى لَيْلٍ كأنَّهما … يَمٌّ تَراطَنُ في حَافَاتِهِ الرُّومُ (٦)

وعلى هذا قولُهم (٧): المجُوسُ واليَهُودُ، إنَّما (٨) عُرِّفَ على حَدِّ يهوديٍّ


(١) أبو خيرة: هو نهشل بن يزيد الأعرابي البصري، من بني عدي، بدوي دخل الحضرة، وصنف كتاب الحشرات.
(٢) أنظر ترجمته في معجم الأدباء ١٩/ ٢٤٣، البغية ٤٠٥، الفهرست ٦٨، تاريخ بغداد ١٣/ ٤١٥. غير الأصل، ص، ف: "للواحد".
(٣) ك: "للجمع".
(٤) سقطت "ابن العجاج" في ص، ف. واسم العجاج عبد الله بن رؤبة. ورؤبة، الراجز المشهور من مخضرمي الدولتين ومن أعراب البصرة، سمع من أبي هريرة والنسابة البكري، وروى عنه أبو عبيدة والنضر بن شميل وخلف الأحمر، توفي سنة ١٤٥ هـ. أنظر ترجمته في معجم الأدباء ١١/ ١٤٩ - ١٥١.
(٥) وردت هذه الرواية في الخصائص ٣/ ٣٠٥، مع إضافة: "وقد قال أبو زيد: "قد يقال: كمأة وكمء، كما قال أبو خيرة".
(٦) لذي الرمة. الشاهد فيه دخول الألف واللام في قوله: "الروم"؛ لأن "روم" و "مجوس" و "يهود" تستعمل على وجهين: مصروفة وغير مصروفة، فإذا لم تصرف، فأسماء لأهل هذه الملل، فلا تصرف للتأنيث والعلمية، وإذا صرفت جعلت جمع رومي، ثم عرف الجمع بالألف واللام، ولولا ذلك لم يسغ دخول الألف واللام عليه؛ لأنه معرفة أجريت مجرى "القبيلة" ولم تجعل "كالحي"، فعلى هذا الحد دخلت عليه الألف واللام. والدوية: المفازة، سميت بذلك للدوي الذي يسمع فيها وهو دوي الريح. والبيت منسوب له في ديوانه ٥٧٦، القيسي ١٣٤ و، ابن يعيش ١٠/ ١٩، وهو غير منسوب في المخصص ١٦/ ١٠١ (عن التكملة). وروايته في ص "كأنهم" تحريف و "في إرجائه"، وفى القيسي: "في اندائها" وفى ابن يعيش: "داوية".
(٧) ف: "قالوا".
(٨) ص: "وإنما".

<<  <   >  >>