للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تَلْحَقُ هذهِ الهمزةُ المضارعَ نحو {تَذَكَّرُونَ} (١) ولا تُدْغَمُ (٢) التَّاءُ فتقول: (اذّكَّرون) (٣).

وأما الادغامُ في المنفصلينِ فعلى ضربينِ:

أحَدُهُمَا: إدغامُ مِثْل في مثلِه. والآخرُ: إدغامُ مُقَارِبٍ في مُقَارِبِهِ.

فإدغامُ المثْلِ في المثل كقولك (٤): فَعَلَ لبيدَ، و {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} (٥) تَقولُ فَعَلَّبيدٌ (٦) والادغامُ هُنا حَسَنٌ لتوالي خمسةِ أحرفٍ متحرِّكاتٍ وذلك مما لا يستحبُّونَهُ (٧)، ألا تَرى أنَّه لا يتوالى في تأليفِ الشِّعْرِ خمسةُ أحرفٍ متحرِّكاتٍ.

فإذا سَكَنَ ما قبلَ الحرفِ المدغمِ في المُنْفَصِلَيْنِ فإنَّ السَّاكنَ يكونُ على ضربينِ:

أحدُهُمَا: أن يكونَ حرفًا لا مَدَّ فيهِ ولا لِينَ. والآخرُ: أن يكونَ الحرفُ فيهِ مَدٌّ يلينٌ.


(١) الأصل "يذكر" سهو. وقد تردد قوله تعالى {تَذَكَّرُونَ} في مواضع عديدة من التنزيل انظر مثلًا الايات: ١٥٢/ الأنعام ٦ و ٣، ٥٧/ ١ الأعراف ٧ و ٣/ يونس ١٠ و ٢٤، ٣٠/ هود ١١.
(٢) س، ص: "لا تدغم".
(٣) الأصل: "اذكر" سهو. وقد رجح ما أثبته، قول الجرجاني في المقتصد (٣١٨ و): "تذكرون بتخفيف الذال أصله تتذكرون بتاءين ثم تحذف إحداهما تخفيفًا، فلو أدغمت هذه التاء فيه وأسكنت وقلبت كان ذلك ظلمًا للكلمة، وإجحافًا بها، وجنسًا من الجمع بين إعلالين، وذلك ما رفضوه، ورفضه القياس".
(٤) ص: "كقوله".
(٥) آية ٦٥/ الحج ٢٢.
(٦) اختلفت النسخ في كتابة هذه الجملة من حيث موضع الإدغام ففي س، ص، ج ر: "فعل لبيد" وفي ع: فعلبيد، وما أثبته من الأصل وع.
(٧) غير الأصل، س: "ما لا يستحسونه"، س: "ما لا يستحقونه" تحريف.

<<  <   >  >>