للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكونُ أكثرَ من تحريكِ السَّاكنِ من قَوْمِ مالك ألا تَرَى أنَّ حرفَ المدَّ يكونُ عِوَضًا من حذفِ الحَرفِ المتحرِّكِ من بناءِ الشِّعْرِ في نحوِ (١):

[٢٤٨] وما كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ (٢).

والحركةُ لا تَسدُّ هذا المَسَدَّ فإذا كَرِهوا الحركةَ في قومِ مَالِكٍ فينبغِي أنْ يكونوا (٣) لما هوأكثرُ (عندَهم) (٤) منها أكْرَه.

وأمّا ما كانَ من المنفصلينِ قبلَ الحرفِ المدغَمِ منه حرفُ مَدٍّ، فإنَّ الإِدغامَ فيه جَائزٌ لأن المدَّ الذي فيهِ عِوَضٌ من الحركةِ فيصيرُ بمنزلةِ ما كانَ الحرفُ الذي قَبْلَهُ متحركًا، وذلكَ قولُكَ: المالُ لَّكَ، وعُوْدْ دَّاوُدَ، و ﴿قِيلَ لَهُمْ﴾ (٥) وقد أدْغَمُوا أيضًا نحو ثَوْبْ بكْرٍ (٦)؛ لأنَّ هذا في المنفصلِ مثل أُصَيْمَّ ومدَيْقٍّ في المتَّصِلِ، فهذا إدغامُ الأمثالِ في (٧) المتَّصِلَةِ والمنْفَصِلَةِ وبَقِى ذِكْرُ إدْغامِ المُتَقَارِبَةِ.


(١) هنا ينتهى السقط في ف المشار إليه في الصفحة ٦٠٣ هامش ٧.
(٢) عجز بيت لأبي الأسود الدؤلي (واسمه ظالم بن عمرو بن جندل)، وينسب أيضًا لمولود العنبري:
فما كل ذي لب بمؤتيك نصحه … وما كل مؤت نصحه بلبيب
الشاهد فيه قوله "بلبيب" أتى بياء ساكنة قبلها كسرة فأوقعها حرف الروي وكانت ردفا له لا يجوز في موضعها إلا الواو إذا كانت بمنزلتها. ديوانه ق ٦٨/ ٤ ص ٩٩ ومنسوب له في القيسي ١٩٧، وشواهد المغنى ١٨٤ (نسب هنا كذلك لمولود العنبري).
وهو غير منسوب في: سيبويه والشنتمري ٢/ ٤٠٩، السيرافى (٥٢٨ نحو) ٦/ ٤٧٥، الاقتضاب ٤٠١، شروح سقط الزند (عن البطليوسي) القسم الثالث / ١١٤٨، مغنى اللبيب ١/ ١٩٨.
(٣) س: "أن يكون" سهو.
(٤) تكملة من غير الأصل. وإثباتها أبين، وهى في س: منها "عندهم".
(٥) ورد قوله ﴿قِيلَ لَهُمْ﴾ في التنزيل كثيرًا نظر مثلًا الآيات: ١١، ١٣، ٥٩، ٩١، ١٧٠، ٢٠٦ من سورة البقرة/ ٢ و ١٦٧/ آل عمران ٣ و ٦١، ٧٧/ النساء ٤.
(٦) كتب فوق الباء من الكلمتين في كل من ك، ل كلمة "مدغم" بخط صغير إشارة إلى قراءتها بالادغام وفي ف: ثوب بكر "وحبيب بكر" زيادة.
(٧) سقطت "في" في ص.

<<  <   >  >>