للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضربين: إحدهما أن تكون اسمًا غير وصف والآخر أن تكون وصفًا" ثم يقسم الأسم مباشرة، فالاسم على ضربين: أحدهما: أن يكون اسمًا غير مصدر، والآخر أن يكون مصدرًا" (١).

إن نظرته هذه للتقسيم تجعله يرى في كل مسألة يبحثها في قسمين تتفرع عليهما ولذلك فهو يشطر المسألة بينهما ويضع قوله "لا يخلو" أو "لا تخلو" فاصلًا بين القسمين: فالاسم المعتل لا يخلو من أن يكون آخره ياء قبلها كسرة أو همزة أو ألفًا، فإِذا كان آخره ياء قبلها كسرة، فلا يخلو من أن يكون منونًا أو غير منون (٢). وأحيانًا يورد قوله "ولا يخلو" أو "لا تخلو" بتتابع وتكرار. فهو يقول في باب تخفيف الهمزة.

"… فلما كانت كذلك استثقل أهل التخفيف اخراجها من حيث كانت كالتهوع فخففوها، وتخفيفها لا يخلو من أن تجعل بين بين أو أن تقلب أو بان تحذف" ويقول بعد ذلك وبدون فاصل: "وهي لا تخلو من أن تكون ساكنة أو متحركة، فإن كانت ساكنة فما قبلها لا يخلو من أن يكون مضمومًا أو مكسورًا أو مفتوحًا" (٣) فتراه استعمل "لا يخلو" و "لا تخلو" ثلاث مرات في ثلاثة أسطر فقط.

والظاهرة التي تلفت في تقسيماته هي كونها ثنائية في الأعم الأغلب، فهي على كثرة ما تطالعك في كل صفحة تقريبًا وتتكرر بين الفقرات والسطور لا تخرج عن هذه الثنائية، ودليل هذا ما سقته من الأمثلة وأمثلة غيرها كثيرة جدًا. فهو يقول مثلًا: "من ذلك قولهم: امرؤ للمذكر، وامرأة للمؤنث، وهذا الاسم يستعمل على ضربين: أحدهما أن تلحقه همزة الوصل، والآخر


(١) التكملة ٣٢٢.
(٢) التكملة ٢٠٧.
(٣) التكملة ٢٢٨.

<<  <   >  >>