للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا قلبوا الهمزة الواحدة الزموا القلب لاجتماع الهمزتين وهذا القول أقيس من الأول" (١) ويقصد بالأول قول سيبويه.

هذه الأمثلة وغيرها كثيرة جداً توضح لماذا اقترن اسم أبي علي عند النحويين بمذهب القياس، وأنت تجده في كتابه استعمل كل أنواع القياس التقليدية التي أشرت إليها في أول الكلام وأقصد بها قياس العلة وقياس الشبه وقياس الطرد.

فقياس العلة معناه أن القياس مبني على اشتراك المقيس والمقيس عليه في العلة التي يقوم الحكم عليها. ومن أمثلتها في التكملة قوله: "وأما ما الهمزة فيه أصل نحو قرّاء فتثنيته قرّاءان بإِثبات الهمزة ولا يحسن فيه غير ذلك، ويجوز عندي في قياس قول من قال في النسب: قراوى، أن يثنى بالواو" (٢).

وقوله: "وما لم تدر من هذه الألفات أمن الياء هو أم الواو فإِن لزم ألفه التفخيم جعلت من الواو نحو شفا تقول: شفوان، وان جازت الإِمالة في الألف جعلت من الياء قياساً على الأكثر، فلو سمي رجل بكلا ومتى لكانت التثنية بالياء لمجيء الإِمالة فيهما" (٣).

ويعد من هذا النوع ما نقله عن غيره وهو قوله: "والمكسور نحو وشاح واشاح ووفادة والإِفادة، وأبو عثمان يذهب إلى إبدالها مكسورة مطرد، وأبو عمر يقصر ذلك على المسموع" (٤).

وقياس الشبه قياس بعض الكلم على بعض إذا انعقد بينهما شبه.


(١) التكملة ٦٠٣.
(٢) التكملة ٢٤٣.
(٣) التكملة ٢٣٨.
(٤) التكملة ٥٨٠.

<<  <   >  >>