للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنه قد يسكت عن تعليل هذا الخروج فلا يذكر لذلك سبباً كقوله: "وقالوا في الاسم العلم: الحجاج، فأمالوه على غير القياس ولا يفعلون ذلك به إذا كان صفة" (١).

وربما يدور في الذهن ونحن نعرض للحديث عن القياس عند أبي علي السؤال الآتي: ما هو مدى أصالته في هذه الظاهرة وهل ينحصر دوره فيها في نقل أقيسة من سبقوه كالخليل وسيبويه أوأنه ارتفع فيها إلى مصافهم؟

والجواب عن ذلك هو أن تأثره بشيوخ المدرسة البصرية وأقيستهم أمر لا شك فيه، وهو يشير إلى ذلك بوضوح فهو يقول على سبيل المثال: "فإذا بنى منه (أي مَن باب ما كانت فاؤه همزة) افتعل قلت: ايتكل وايتمن، فلا تدغم الياء في التاء، كما ادغمت اتَّعد واتَّسر؛ لأن الياء ليست بلازمة، وقد حكى بعض البغداديين فيه الأدغام، وهو عندي على قياس أصحابنا خطأ" (٢).

وقد تقدم القول بنقله آراء في القياس عن أبي الحسن الأخفش وأبي عثمان المازني وأبي عمر الجرمي وكل هؤلاء من شيوخ المدرسة البصرية فضلاً عما ينقله عن شيخيها البارزين الخليل وسيبويه.

لكن ذلك لا يمنعه من أن يطاولهم، في القياس، ويناقشهم ويجيب عن بعضهم كما فعل في مسألة أشياء عندما أجاب عن الأخفش، بل يحدوه تمكنه فيه إلى أن يرد على أقوال الخليل وسيبويه رد الند للند. وما يمنعه من ذلك وهو يمتلك الأداة التي بها صاغوا آراءهم النحوية والصرفية وأعني بها القياس. فهو يرد على الخليل بقوله:


(١) التكملة ٥٤٨.
(٢) التكملة ٥٨١.

<<  <   >  >>