للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وزعم الخليل أن أُناساً من بكر بن وائل يقولون: رَدَّنَ ومَرَّنَ إذا أخبروا وأرادوا ردَدْنَ وَمَرَرْنَ، وهذا لا ينبغي أن يؤخذ به لشذوذه عن الاستعمال والقياس، أما الشذوذ عن الاستعمال فلقلة المستعملين له، وأما الشذوذ عن القياس، فلأنه إذا اجتمع أهل الحجاز على إظهار أرْدَدْ ونحوه مع تعاقب الحركات التي ذكرنا عليها فإنه لا يدغم نحو رَدَدْنَ الذي لا تصل إليه الحركة البتة لاتصاله بالضمير أولى (١).

وهو يضعف رأى سيبويه ويورد حججاً وتعليلات من أجل ذلك إذ يقول: "وقد جمع بعض ذلك بالواو والنون، فإذا جمعهما غيروا الأوائل نحو سِنون وقلِون وثِبون قال سيبويه: وبعضهم يقول قُلون، فلا يغير، وحكى أبو زيد: رِئة ورِئون وأنشد:

فغظناهم حتى أتى … البيت.

والتغيير أقيس؛ لأن الواو في هذا الجمع عوض من المحذوف فينبغي أن يغير الاسم عما كان عليه قبل الجمع ليكون ذلك تكسيراً ما ألا ترى أن يونس روى أنهم يقولون: حَرّة وإحَرون، فزادوا حرفاً في أول الكلمة حرصاً على التغيير والمبالغة فيه (٢).

وقبل أن أختم الحديث عن موضوع القياس في تكملة أبي علي لا بد من الإِشارة إلى موضوع مهم أثاره الدكتور محمد عيد يتعلق بمسألة القياس النحوي؛ إذ يرى أن القياس النحوي قد تحكم في اللغة والنحاة أيضاً فخضعوا لسلطانه وهو منهج غير علمي، استورده النحاة في دراستهم ثم خضعوا له، ثم يتصور فاصلاً معوقاً بين الاستقراء والقياس فيقول: "إن


(١) التكملة ١٨٨.
(٢) التكملة ٤٣٨.

<<  <   >  >>