للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأ نافع (١) وحمزة وعاصم (٢) بنصب ذلك كله، و {قِصَاصٌ} خبر (أَنَّ) ". اهـ (٣)

وقال السمين الحلبي: "وأمَّا قراءةُ نافعٍ ومَنْ معه فالنصبُ على اسم (أَنَّ) لفظاً وهي {النَّفْسَ} والجارُّ بعدَه خبرُه، و {قِصَاصٌ} خبر (الجُروحَ) أي: وأنَّ الجروحَ قصاص، وهذا من عطفِ الجملِ، عَطَفنا الاسمَ على الاسم والخبرَ على الخبر، كقولك: «إنَّ زيدًا قائمٌ وعمرًا منطلق»: عطفْتَ «عمراً» على «زيداً» و «منطلق» على «قائم»، ويكون الكَتْبُ شاملاً للجميع (٤)، إلاَّ أنَّ في كلام ابن عطية ما يقتضي أن يكونَ {قِصَاصٌ} خبراً على المنصوباتِ أجمعَ فإنه قال: "وقرأ نافع وحمزة وعاصم بنصبِ ذلك كلِّه، و {قِصَاصٌ} خبرُ (أَنَّ) " اهـ (٥)، وهذا وإنْ كان يَصْدُقُ أنَّ أخْذَ النفسِ بالنفسِ والعينَ بالعينِ قصاص، إلا أنه صار هنا بقرينة المقابلة مختصًا بالجروح، وهو محلُّ نظر". اهـ (٦)


(١) نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعَيْم اللَّيْثِيّ مولاهم الأَصْبَهَانِيّ المدنيّ، أبو رُوَيْم، ويقال: أبو نُعَيم، ويقال: أبو الحسن، الإمام، المقرئ، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من تابعي أهل المدينة، منهم: عبد الرحمن بن هُرمز ويزيد بن القعقاع، توفي سنة ١٦٩ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (٧: ٣٣٦)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (٢: ٣٣٠).
(٢) عَاصِم بن أبي النَّجُودِ الأَسَدِيّ مولاهم الكُوْفِيّ، أبو بكر، التابعي، الإمام، المقرئ، أحد القراء السبعة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، وقد جمع بين الفصاحة والإتقان والتجويد، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، توفي سنة ١٢٧ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (٥: ٢٥٦)، غاية النهاية، لابن الجزري (١: ٣٤٦).
(٣) المحرر الوجيز (٢: ١٩٦).
(٤) أي أن أخذ النفس بالنفس، والعين بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسن بالسن، وأن الجروح قصاص، كُل ذلك مكتوب في التوراة.
(٥) المحرر الوجيز (٢: ١٩٦).
(٦) الدر المصون (٤: ٢٧٧).

<<  <   >  >>