للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البَاقُولي (١): "مَن فتحَ فهو لوقوع النداء عليه، على تقدير: نودي يا موسى بأنِّي أنا رَبّكَ". اهـ (٢)

٢ - أنها على معنى (لأجل أني) أنا ربُّكَ فاخْلَعْ نَعْلَيْكَ، وهو قول ابن عطية (٣).

والقول الأول هو الراجح؛ فقد قال به الجمهور ومنهم أئمة في القراءات واللغة، أما ما ذهب إليه ابنُ عطية من أنها على معنى (لأجل أنّي) ففيه بُعد، ولم أجده عن غيره من العلماء، ثم إن ما قاله ابنُ عطية بعد ذلك " ونُودِيَ قد توصل بحرف الجر ... " لا يتوافق مع المعنى الذي ذكره آنفاً، بل يَصدُق على قول الجمهور.

* * *

[٢٨]: قال ابنُ عطية عند حديثه عن قوله - تعالى-: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: ٤]: "وقرأ أبو عمرو (إنّه مَن تولاهُ فإنهُ يضلّه) (٤) بالكسر فيهما". اهـ (٥)


(١) علي بن الحسين بن علي البَاقُوليّ الأصفهاني، أبو الحسن، النحوي، المعروف بالجامع، من مصنفاته: الجواهر، وكشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، والبيان في شواهد القرآن، توفي سنة ٥٤٣ هـ. ينظر: معجم الأدباء، لياقوت الحموي (٤: ١٧٣٦)، الوافي بالوفيات، للصفدي (٢١: ١٠)، بغية الوعاة، للسيوطي (٢: ١٦٠).
(٢) كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن الكريم وعلل القراءات (ص: ٤٩٢).
(٣) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ٣٨).
(٤) قرأ الجمهور بفتح الهمزة في الموضعين (أنه، فأنه) أما الأول: ففتح لأنه فاعل (كُتبَ)، وأما الثاني: ففتح لأنه خبر مبتدأ محذوف، أي: شأنه أن يضله، وقُرئ (إنه من تولاه فإنه يضله) بكسر الهمزة فيهما، على إضمار قيل أو على أن كُتب بمعنى قيل. ينظر: مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: ٩٦)، تفسير الزمخشري (٣: ١٤٣)، المبهج في القراءات الثمان وقراءة الأعمش وابن محيصن، لسبط الخياط البغدادي (ص: ٤٣٤)، زاد المسير، لابن الجوزي (٣: ٢٢٢)، تفسير الفخر الرازي (٢٣: ٢٠٣)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (٢: ٩٣٢)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (٤: ٥٢٨)، تفسير أبي حيان (٧: ٤٨٤)، الدر المصون (٨: ٢٢٨)، الإتحاف، للدمياطي (ص: ٣٩٦).
(٥) المحرر الوجيز (٤: ١٠٧).

<<  <   >  >>