للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دراسة الاستدراك]

روى ابن أَبى بزَّة عَن ابْن كثير (تَعْتَدُونها) بتخفيف الدال، وغلّط ابنُ عطية هذه الرواية، ولم يوافقه السمين في ذلك.

وممن دافع عن هذه الرواية وردّ على ابن عطية: أبو حيان؛ حيث قال: " وليس بوهم، إِذْ قد نقلها عن ابن كثير ابنُ خالويه وأبو الفضل الرازيّ (١) في كتاب (اللَّوَامِح في شواذِّ القراءات) (٢)، ونقَلَها الرازيُّ المذكورُ عن أهل مكة وقال: "هو مِن الاعتداد لا محالة، لكنهم كرهوا التضعيفَ فخفَّفوه". اهـ (٣)

وهذه الرواية لم يلُحقها أهل القراءات بالمتواتر أو الصحيح عن ابن كثير، ومنهم مَن صرّح بأنها وَهْمٌ (٤)، وذكر بعضهم أن ابن أبي بَزَّةَ قد رجع عن هذه القراءة (٥).

قال ابنُ مجاهد: "قال لي قُنبل: كَانَ ابْن أَبى بزَّة قد وَهِمَ في {تَعْتَدُّونَهَا} فَكَانَ يخففها، فقال لي القوّاس (٦): صِرْ إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها، لا نعرفها، فصرتُ إليه فقال: رجعت عنها". اهـ (٧)


(١) عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن العِجْلِيّ الرازيّ، أبو الفضل، الإمام، المقرئ، الثقة، الزاهد، كان عارفًا بالقراءات والنحو والأدب، من تصانيفه: (جامع الوقوف)، توفي سنة ٤٥٤ هـ. ينظر: غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (١: ٣٦١)، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي (٢: ٧٥).
(٢) مخطوط، لم يُطبع حتى الآن.
(٣) تفسير أبي حيان (٨: ٤٩٠).
(٤) ينظر: معاني القراءات، للأزهري (٢: ٢٨٤).
(٥) ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: ٥٢٣)، الحجة للقراء السبعة، للفارسي (٥: ٤٧٧)، المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر الأصبهاني (ص: ٣٥٨).
(٦) أحمد بن محمد بن عَلْقَمَة بن نافع النبّال المكيّ، أبو الحسن، المعروف بالقوَّاس، إمام مكة في القراءة، قرأ على وهب بن واضح، وقرأ عليه قنبل وغيره، توفي سنة ٢٤٠ وقيل: ٢٤٥ هـ، ينظر: معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص: ١٠٥)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (١: ١٢٣).
(٧) السبعة في القراءات (ص: ٥٢٢).::

<<  <   >  >>