للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تحليل الاستدراك ودراسته]

رأى ابن عطية أن التاء في (يطتاف) أدغمت بعد الإسكان في الطاء (يطّاف)، أي أنه يرى إدغام الثاني في الأول.

وعارضه السمين في ذلك فقال: إنما يدغم الأول في الثاني.

وهذا هو الراجح، وهو رأي أبي حيان أيضاً، حيث قال: "أدغمت الطاء في التاء بعد قلبها إلى طاء". اهـ (١)

وهذا التوجيه فيه ضعف عند ابن عطية حيث قال: "لأن الأصلي أدغم في الزائد وذلك ضعيف". اهـ

وهذا ليس بضعيف لأن تاء (يفتعل) تقلب طاءً إذا كان قبلها طاء (٢)، ويلزم ذلك (٣)، وبعد قلب التاء طاء تدغم الطاء فيها (٤).

فالعرب تقول في (يطتلب) مثلاً: يطّلب؛ أبدلوا من التاء طاء لأنها من مخرجها، فأدغموا الطاء في الطاء، وصار الإدغام هاهنا لازماً لسكونه (٥).

والأصل في كلام العرب ظهور الأصلي وعدم إدغامه في الزائد، وأما في مثل هذه الحالة فقد قلبوا الزائد إلى جنس الأصلي وأدغموه (٦).


(١) تفسير أبي حيان (٢: ٦٧).
(٢) ينظر: المفصل في صنعة الإعراب، للزمخشري (١: ٥٥٤).
(٣) يلزم قلب تاء الافتعال إلى مقارب لها موافق لصفتها، لأنها لو بقيت مع مقاربتها للطاء لأدى إما إلى إدغامها وهي لا تدغم في التاء لما فيها من الإطباق الذي يفوت بالإدغام، وإما إلى إظهارها فيعسر النطق بها معها لقربها ومنافاتها في صفاتها؛ لأن التاء حرف شديد والطاء رخو، وأيضاً فإن التاء مهموس والطاء مجهور، فقلبوها مع الطاء لمخالفتها لها في الجهر والرخاوة. ينظر: الإيضاح في شرح المفصل، لابن الحاجب (٢: ٥١٣).
(٤) ينظر: المفصل في صنعة الإعراب، للزمخشري (١: ٥٥٤).
(٥) ينظر: شرح المفصل، لابن يعيش (٥: ٥٥٣).
(٦) ينظر: المصدر السابق (٥: ٥٥٥).

<<  <   >  >>