للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السمينُ الحلبيّ: "قوله: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} في هذه الواوِ وجهان، أظهرُهما: أنها للعطف قُدِّمَتْ عليها همزةُ الاستفهامِ لأنها لها صدرُ الكلام -كما تقدَّم تحريرُه غيرَ مرةٍ-، والهمزةُ هنا للتقرير.

والثاني: أنها واوُ الحال، دخلت عليها ألفُ التقرير، قاله ابن عطية، وفيه نظرٌ مِن حيث إنها إذا كانت للحالِ كانت الجملةُ بعدَها في محلِّ نصبٍ، وإذا كانت كذلك استدعَتْ ناصباً وليس ثَمَّ ناصبٌ في اللفظ، فلا بدَّ من تقديرِه: والتقدير «أسألْتَ ولم تؤمِنْ»، فالهمزةُ في الحقيقةِ إنما دخلت على العامل في الحال، وهذا ليس بظاهر، بل الظاهرُ الأولُ، ولذلك أُجيبت بـ {بَلَى}، وعلى ما قال ابنُ عطية يَعْسُر هذا المعنى". اهـ (١)

[دراسة الاستدراك]

تحدث المعربون عن الواو من قوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} ولهم فيها قولان رئيسان:

١ - أنَّها واو الحال، دخلت عليها ألف التقرير.

قاله: ابن عطية (٢)، ووافقه: القرطبي (٣).

وبيّنه ابنُ عاشور حيث قال: " الواوُ فيه واو الحال، والهمزةُ استفهامٌ تقريريّ على هذه الحالة، وعاملُ الحال فعلٌ مقدّر دلَّ عليه قوله: {أَرِنِي}، والتقدير: أأريكَ في حال أنّك لم تُؤمن". اهـ (٤)


(١) الدر المصون (٢: ٥٧٣).
(٢) ينظر: المحرر الوجيز (١: ٣٥٣).
(٣) ينظر: تفسير القرطبي (٣: ٣٠٠).
(٤) التحرير والتنوير (٣: ٣٨).

<<  <   >  >>