للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٢]: قال ابن عطية في حديثه عن القراءات الواردة في {تَعْتَدُّونَهَا} (١) من قوله - تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب: ٤٩]: "وقرأ جمهور الناس {تَعْتَدُّونَهَا} بشد الدال على وزن تفتعلونها من العدد، وروى ابن أبي بَزَّة (٢) عن أبي بكر (٣) (تَعْتَدُونها) بتخفيف ضمة الدال من العدوان، كأنه قال: فما لكم عدة تلزمونها عدواناً وظلماً لهن، والقراءة الأولى أشهر عن أبي بكر، وتخفيف الدال وهمٌ من ابن أبي بَزَّة". اهـ (٤)

وقال السمين الحلبي مستدركاً عليه: " وقد أنكر ابنُ عطية القراءةَ عن ابن كثير وقال: "غَلِطَ ابنُ أبي بَزَّة عنه" وليس كما قال". اهـ (٥)


(١) قرأ الجمهور: (تَعتدُّونها) بتشديد الدال، أي: تستوفون عددها، وهي رواية القواس عن ابن كثير، وروى ابن الصباح وأبو ربيعة والحداد كلهم عن ابن أبي بزة عن ابن كثير: (تَعْتَدُونها) بتخفيف الدال؛ من العدوان، وقرأ الحسن: (تَعْدُّونها) بإسكان العين وتشديد الدال، جمعاً بين الساكنين. ينظر: السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: ٥٢٢)، مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: ١٢١)، معاني القراءات، للأزهري (٢: ٢٨٤)، الحجة للقراء السبعة، للفارسي (٥: ٤٧٧)، المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر الأصبهاني (ص: ٣٥٨)، الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها، لابن جبارة (ص: ٦٢٠)، تفسير الزمخشري (٣: ٥٤٩)، إعراب القراءات الشواذ، لأبي البقاء (٢: ٣١٣)، تفسير أبي حيان (٨: ٤٩٠)، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، للبقاعي (١٥: ٣٧٦)، فتح القدير، للشوكاني (٤: ٣٣٤).
(٢) أحمد بن محمد بن عبد الله بنِ أبي بَزَّةَ المَخْزُوْمِيُّ مولاهم البَزِّيّ، أبو الحسن، الإمام، مقرئ مكة، ومؤذن المسجد الحرام، قرأ على أبيه، وعكرمة بن سليمان، وروى عنه القراءة قنبل، توفي سنة ٢٥٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٢: ٥٠)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (١: ١١٩).
(٣) هو ابن كثير، وأبو بكر إحدى كناه، والكنية الأشهر: أبو معبد. ينظر: معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص: ٤٩).
(٤) المحرر الوجيز (٤: ٣٩٠).
(٥) الدر المصون (٩: ١٣٢).::

<<  <   >  >>