للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣]: قال ابن عطية في معرض حديثه عن القراءات الواردة في قوله - تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: ١٨٥]: "وقرأت فرقة بإدغام الراء في الراء، وذلك لا تقتضيه الأصول؛ لاجتماع الساكنين فيه". اهـ (١)

وذكر السمين هذه القراءة منسوبة لقارئها ودافع عنها حيث قال: "وأَدغم أبو عمرو راء {شهر} في راء {رمضان} (٢)، ولا يُلتفت إلى من استضعفها من حيثُ إنَّه جَمَعَ بين ساكنين على غيرِ حَدَّيْهِما، وقولُ ابن عطية: "وذلك لا تقتضيه الأصولُ" غيرُ مقبولٍ منه؛ فإنَّه إذا صَحَّ النقلُ لا يُعارَضُ بالقياس". اهـ (٣)

[دراسة الاستدراك]

في قول ابن عطية واستدراك السمين عليه عدة مسائل:

المسألة الأولى: في قراءة أبي عمرو:

قرأ أبو عمرو في المثلين من كلمتين بإدغام الأول في الثاني منهما سواء سكن ما قبله أو تحرّك، فكان يدغم الراء في مثلها، تحرك أو سكن ما قبلها، في كل إعرابها حيث وقع (٤).


(١) المحرر الوجيز (١: ٢٥٤).
(٢) قراءة صحيحة. ينظر: الإدغام الكبير، لأبي عمرو بن العلاء البصري (ص: ٤٠)، إعراب القرآن، للنحاس (١: ٩٥)، المحتسب، لابن جني (١: ٩٨)، التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني (ص: ٢٠)، جمال القراء، لعلم الدين السخاوي (ص: ٥٨٦)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (١: ٢٨٠).
(٣) الدر المصون (٢: ٢٧٨).
(٤) ينظر: التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني (ص: ٢٠)، الإقناع في القراءات السبع، لابن الباذش (ص: ٨٢).

<<  <   >  >>