للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٢]: قال ابن عطية في توجيهه للقراءة الواردة في {يُرَاءُونَ} (١) من قوله - تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢]: " وقرأ جمهور الناس (٢) (يُرَؤُّون) بهمزة مضمومة مشددة بين الراء والواو دون ألف، وهي تعدية (رأَّى) بالتضعيف، وهي أقوى في المعنى من {يُرَاءُونَ}؛ لأن معناها يحملون الناس على أن يروهم، ويتظاهرون لهم بالصلاة وهم يبطنون النفاق". اهـ (٣)

قال السمين الحلبي مستدركاً عليه: "وهذا منه ليس بجيد؛ لأنَّ المفاعلة إن كانت على بابها فهي أبلغُ لِما عُرِفَ غيرَ مرة، وإن كانت بمعنى التفعيل فهي وافيةٌ بالمعنى الذي أراده، وكأنه لم يعرف أنَّ المفاعلة قد تجيء بمعنى التفعيل". اهـ (٤)


(١) قرأ الجمهور: (يُراؤون) بألف بعدها همز ثم واو الجمع، ولحمزة في الوقف تسهيل الهمز مع المد والقصر، وقرأ عبدالله بن أبي إسحاق والأشهب العقيلي والأعرج (يُرَؤُّون) بهمزة مضمومة مشددة بين الراء والواو. وعن ابن عباس أنه قرأ (يراوون) بواوين من غير همز. ينظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات، لابن جني (١: ٢٠٢)، إعراب القرآن، للنحاس (١: ٢٤٥)، مختصر شواذ القرآن، لابن خالويه (ص: ١٨١)، تفسير الزمخشري (١: ٥٨٠)، تفسير ابن عطية (٥: ٥٢٧)، تفسير أبي حيان (٤: ١٠٩)، لسان العرب، لابن منظور (١٤: ٢٩٥)، البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، لعبد الفتاح القاضي (ص: ٨٦).
(٢) وهم ابن عطية حيث نسبها للجمهور، وهي قراءة شاذة، والجمهور قرأ: (يُراؤون) كما تم بيانه في تخريج القراءة.
(٣) المحرر الوجيز (٢: ١٢٧).
(٤) الدر المصون (٤: ١٢٦).

<<  <   >  >>