للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من أبرز مصادره: تفسير ابن عطية، وهو يحتل الدرجة الثالثة بعد كتابي أبي حيان والزمخشري في المصادر التي نقل عنها (١).

ولم يكتفِ بالنقل عنه بل استدرك عليه وناقشه كثيرًا، وقد أفصح عن ذلك في مقدمة كتابه حيث قال: "وذكرت كثيرًا من المناقشات الواردة على أبي القاسم الزمخشري وأبي محمد بن عطية" اهـ (٢)، وكانت أغلب تلك المناقشات في مجال الإعراب والقراءات، ونظرًا لكثرتها وقيمتها العلمية اخترتها لتكون موضوع بحثي لرسالة الماجستير في القرآن وعلومه.

وقد تتبعتُ المواضع التي نقل فيها السمين عن ابن عطية ثم أتبع قول ابن عطية بقول له يبين فيه خطأه ويرد عليه، أو يُكمل نقصًا في قوله أو يزيل عنه لبسًا، أو يذكر معنى أولى من قول ابن عطية لوجهٍ من وجوه الترجيح، وجمعت تلك الاستدراكات وقسّمتها حسب موضوعها، ورتبتها حسب ترتيب السور والآيات في المصحف، ثمّ درست تلك الاستدراكات.

* أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

١ - أن أسلوب الاستدراك من الأساليب المعتمدة في بيان المعاني وإيضاحها، وهو من أفضل أساليب الرد والتصحيح. (٣)

٢ - أهمية تفسير ابن عطية وقيمته العلمية الفائقة جعلتني أختار أقواله التي تعقبه فيها السمين كموضع للبحث والدراسة.

٣ - تميز السمين الحلبي في مناقشاته، ودقة استدراكاته، وتحليه بالأسلوب العلمي في الرد على من خالفه.


(١) ينظر: منهج السمين الحلبي في التفسير في كتابه الدر المصون، لعيسى الدريبي (ص: ١٧٦).
(٢) الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (١: ٥)، تحقيق: د. أحمد الخراط.
(٣) ينظر: استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى، لنايف الزهراني (ص: ٤٢٦).

<<  <   >  >>