للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السمين الحلبي: "وقرأ الحسن وأبو حيوة ومالك بن دينار (١) (ومن رُبُط) بضمتين، وعن الحسن أيضاً (رُبْط) بضم وسكون، وذلك نحو كِتَاب وكُتُب، قال ابن عطية: "وفي جَمْعِه وهو مصدرٌ غيرُ مختلفٍ نظرٌ ".

قلت: لا نُسَلِّم والحالةُ هذه أنه مصدر، بل حكى أبو زيد (٢) أن (رِباطاً) الخَمْسُ من الخيل فما فوقَها، وأن جمعها (رُبُط)، ولو سُلِّم أنه مصدرٌ فلا نُسَلِّم أنه لم تختلف أنواعُه، وقد تقدَّم أن (رباطاً) يجوز أن يكون جمعاً لرَبْط المصدر، فما كان جواباً هناك فهو جوابٌ هنا". ... اهـ (٣)

[تحليل الاستدراك]

موضوع هذا الاستدراك هو توجيه القراءة بضم الراء والباء (رُبُط)، والقول فيها مبني على معنى (رباط الخيل) في الآية.

فذهب ابن عطية إلى أن (رُبُط) جمع رباط، وانتقدها بحجة أنها جمع لمصدرٍ غير مختلف (رباط).


(١) بل هو عمرو بن دينار وليس مالك كما ذكر السمين الحلبي.
(٢) سعيد بن أَوْس الأنصاريّ البصريّ، أبو زَيد، الإمام، العلاّمة، النحوي، برز في اللغة وغريبها، قيل عنه: يحفظ ثلثي اللغة، وإذا قال سيبويه حدثني الثقة فهو يعني أبا زيد، من تصانيفه: (لغات القرآن) و (النوادر في اللغة)، توفي سنة ٢١٥ هـ. ينظر: تاريخ العلماء النحويين، للتنوخي (ص: ٢٢٤)، تاريخ بغداد، للبغدادي (٩: ٧٨)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٩: ٤٩٤)، بغية الوعاة، للسيوطي (١: ٥٨٢)، طبقات المفسرين، للداودي (١: ١٨٦).
(٣) الدر المصون (٥: ٦٢٩).

<<  <   >  >>