للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٣]: قال ابنُ عطية في إعرابه لقوله - تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥]: "قوله: {وَيَصُدُّونَ} تقديره: وهم يصدون، وبهذا حسن عطف المستقبل على الماضي، وقالت فرقة: الواو زائدة، و {يَصُدُّونَ} خبر {إِنَّ}، وهذا مفسد للمعنى المقصود، وإنما الخبر محذوف مقدر عند قوله: {وَالْبَادِ}، تقديره: خسروا أو هلكوا". اهـ (١)

وقال السمينُ الحلبي: "قوله: {وَيَصُدُّونَ}: فيه ثلاثةُ أوجه".

وذكر هذه الأوجه الثلاثة بالتفصيل، وفي الوجه الثالث قال: " أنَّ الواوَ في {وَيَصُدُّونَ} مزيدةٌ في خبر {إنَّ} تقديرُه: إنَّ الذين كفروا يَصُدُّون.

وزيادةُ الواوِ مذهبٌ كوفي تقدَّم بُطلانُه، وقال ابنُ عطية: "وهذا مْفْسِدٌ للمعنى المقصودِ". اهـ، قلت: ولا أَدْري فسادَ المعنى من أيِّ جهة؟ ألا ترى أنه لو صُرِّح بقولِنا: إنَّ الذين كفروا يَصُدُّون لم يكنْ فيه فسادُ معنى، فالمانع إنما هو أمرٌ صناعيٌّ عند أهل البصرة لا معنويّ، اللهم إلاَّ أنْ يريدَ معنىً خاصًا يَفْسُدُ لهذا التقديرِ فيُحتاج إلى بيانه". اهـ (٢)


(١) المحرر الوجيز (٤: ١١٥).
(٢) الدر المصون (٨: ٢٥٥).

<<  <   >  >>