للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٨]: قال ابنُ عطية في معرض تفسيره لقوله - تعالى-: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف: ٩]: {أَرْضًا} مفعول ثانٍ بإسقاط حرف الجر، لأن (طرَحَ) لا يتعدى إلى مفعولين إلا كذلك.

وقالت فرقة: هو نصب على الظرف، وذلك خطأ؛ لأن الظرف ينبغي أن يكون مبهمًا وهذه هنا ليست كذلك بل هي أرض مقيدة بأنها بعيدة أو قاصية ونحو ذلك، فزال بذلك إبهامها، ومعلوم أن يوسف لم يخل من الكون في أرض، فتبيّن أنها أرض بعيدة غير التي هو فيها قريبٌ مِن أبيه". اهـ (١)

وقال السمينُ الحلبي في أوجه نصب {أَرْضًا}: "والثاني: النصب على الظرفية، قال الزمخشري: " {أَرْضًا}: أرضًا منكورةً مجهولةً بعيدةً من العمران، وهو معنى تنكيرها وإخلائِها من الناس، ولإِبهامِها من هذا الوجه نُصِبَتْ نَصْبَ الظروفِ المبهمة". اهـ (٢)

وقد رَدَّ ابن عطية هذا الوجه فقال: "وذلك خطأ؛ لأنَّ الظرفَ ينبغي أن يكون مبهماً، وهذه ليست كذلك بل هي أرضٌ مقيَّدة بأنها بعيدة أو قاصِيَةٌ أو نحو ذلك، فزال بذلك إبهامُها، ومعلومٌ أنَّ يوسفَ لم يَخْلُ مِن الكون في أرضٍ، فتبيَّن أنهم أرادوا أرضاً بعيدة غيرَ التي هو فيها قريبٌ مِن أبيه". اهـ (٣)


(١) المحرر الوجيز (٣: ٢٢٢).
(٢) تفسير الزمخشري (٢: ٤٤٧).
(٣) المحرر الوجيز (٣: ٢٢٢).

<<  <   >  >>