للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول:

استدراكات السمين الحلبي على ابن عطية في القراءات.

[١]: قال ابن عطية في توجيه القراءة الواردة في {يَطَّوَّفَ} من قوله - تعالى-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: ١٥٨]: "قرأ أبو السَمَّال (١) (أن يَطّاف) (٢) وأصله: يطتوف، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فجاء (يطتاف)، أدغمت التاء بعد الإسكان في الطاء على مذهب من أجاز إدغام الثاني في الأول، كما جاء في {مُدَّكِر}، ومن لم يجز ذلك قال: قلبت التاء طاء ثم أدغمت الطاء في الطاء، وفي هذا نظر؛ لأن الأصلي أدغم في الزائد وذلك ضعيف". اهـ (٣)

قال السمين مستدركاً عليه: "وهذا الذي قاله ابنُ عطية فيه خطأٌ من وجهين، أحدُهما: كَونُه يَدَّعي إدغامَ الثاني في الأولِ وذلك لا نظيرَ له، إنما يُدْغَمُ الأولُ في الثاني.

والثاني: أنه قال كما جاء في {مُدَّكِر} (٤) لأنه كان ينبغي على قوله أن يقال: مُذَّكِر بالذال المعجمة، وهذه لغةٌ رديئةٌ، إنما اللغةُ الجيدةُ بالمهملة؛ لأنَّا قلبنا تاءَ الافتعالِ بعد الذالِ المعجمةِ دالاً مهملة فاجتمع متقاربان، فقلبنا أوَّلهما لجنسِ الثاني وأدغمنا". اهـ (٥)


(١) قَعْنَب بن أبي قَعْنَب العَدوي البَصْرِيّ، أبو السَمَّال، المقرئ، كان إماماً في العربية، وله قراءة شاذة، توفي في حدود الستين والمائة. ينظر: ميزان الاعتدال، للذهبي (٤: ٥٣٤)، الوافي بالوفيات، للصفدي (٢٤: ١٩٧)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (٢: ٢٧).
(٢) قرأ ابن عباس وأبو السمال (أن يَطّاف) وأصله يطتوف على وزن (يَفْتَعِل). ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (١: ٨٦)، مشكل إعراب القرآن، لمكي بن أبي طالب (١: ١١٤)، تفسير أبي حيان (٢: ٦٧).
(٣) المحرر الوجيز (١: ٢٢٩).
(٤) في سورة القمر، الآيات: ١٥، ١٧، ٢٢، ٣٢، ٤٠، ٥١.
(٥) الدر المصون (٢: ١٩١).

<<  <   >  >>